النصوص المؤطرة
قال تعالى:" تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم أحسن عملا، وهو العزيز الغفور "
الملك 1-2
قال تعالى أيضا:" بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمران
المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقرانا كل
شيء خلقناه بقدروما امرنا الا واحدة كلمح بالبصرولقد اهلكنا اشياعكم فهل من
مدكروكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطران المتقين في جنات ونهر
في مقعد صدق عند مليك مقتدر"
القمر 46-55
قال النبي صلى الله عليه وسلم:" كل أمتي يدخل الجنة الا من ابى، قالوا ومن يأبى ؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى"
رواه البخاري
|
توثيق النصوص
الملك: مكية عدد اياتها 30، تعنى بالجانب العقدي من البعث
والنشور وجزاء الكافرين. فضلها قوله صلى الله عليه وسلم : سورة تبارك هي
المانعة من عذال القبر" اخرجه الحاكم في المستدرك
القمر: مكية عدد اياتها 55 وقد عالجت أصول العقيدة والوعيد والاعذار والانذار للمكذبين في مشاهد مرعبة.
القاموس اللغوي
- بيده الملك : سائر ما خلق في الكون ومصير ذلك كله
- ليبلوكم: ليختبركم
- الساعة ادهى وأمر: المقصود يوم القيامة وامرها عظيم واشد مرارة لهولها
- سعر : نار تتأجج بهم وتحرقهم
- سقر : من أسماء جهنم بمعنى شديدة الحرارة
- خلقناه بقدر: صادر عن علمه وقدرته وارادته سبحانه
- اشياعكم : اشباهكم في الكفر واتباعكم
- الزبر : اللوح المحفوظ ، مسطر ومكتوب فيه كل اعمال الانسان صغيرها وكبيرها
- نهر: ضياء وسعة
- مقعد صدق: الجنة الذي هو المجلس الحق الذي لا لغو فيه ولا تاثيم.
- مليك مقتدر : على ما يشاء قدير
مضامين النصوص
- بيان الله تعالى ان الابتلاء والاختبار هو غاية خلق الحياة والموت.
- تأكيده سبحانه ان الساعة حق ووصف نعيم اهل الجنة وحال اهل الكفر في النار.
- طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طريق ضمون لدخول الجنة.
التحليل
الجزاء بالجنة والنار والأدلة على ذلك
تعريف الجنة والنار
الجنة : لغة هو البستان العظيم الذي يستر ما بداخله، ومنه
الجنان والحديقة ذات الشجر وشرعا: هي الدار التي اعدها الله تعالى لمن
اطاعه من عباده المومنين وما اشتملت عليه الحسنى من النعيم المقيم والزيادة
بالنظر الى وجهه الكريم سبحانه.
النار: هياللهيب الذي يبدو للحاسة ، وللحرارة المجردة ولنار
الحرب. وفي الشرع: هي دار العذاب التي اعدها الله تعالى للمكذبين الذين
كفروا بالله وعصوا رسله.
ذكرت الجنة والنار في القران بأسماء كثيرة
الأدلة العقلية والنقلية على وجود الجنة والنار
ربط الله تعالى الجنة باعمال الخير تحفيزا للإنسان ليقوم بها
فيفوزفوزا عظيما في الدنيا والاخرة ، كما ربط النار بكل أنواع الشر والاثم
التي نهى سبحانه وتعالى عنها كيلا يخسراخرته ودنياه. والجنة والنار من
الأمور الغيبية التي جاءت بها نصوص الوحي واكدها العقل..
- النقل: في غير ما اية من القران الكريم بين الله سبحانه بان الجنة في الاخرة هي جزاء المتقين ومآوى المومنين ، وانها مراتب ودرجات تتناسب ومستوى تدين الانسان وايمانه وعمله الذي قدمه في الحياة الدنيا..وان النار مأوى الظالمين والجاحدين المكذبين والمتكبرين.. سورتي النازعات والقمر نموذجا.
- العقل : من تمام حكمة الله تعالى وعدله ان يفرق بين وليه وعدوه وبين اهل طاعته واهل معصيته والا فان التسوية بينهما تناقض العدل والحكمة..فاذا كانت نقصا في حق البشرفكيف بالله المتصف بصفات الكمال والجلال..كما ان في التسوية منافاة للغاية من الخلق..فلابد ان يعاقب العاصي ويثيب المطيع والا كان كان ظلما في حق العباد..
واما مايتعلق برحمة الله تعالى ، فرحمته وسعت كل شيء وهي عامة
في الدنيا الا ان رحمتة في الاخرة خاصة باهل الايمان وليس للكافرين فيها
نصيب.
طريق الفوز بالجنة والنجاة من النار وثمرات الايمان بهما
الأسباب
- العلم النافع وخشية الله تعالى بالغيب
- الايمان والعمل الصالح وترك الكفر والشرك وسائر امراض القلوب
- الإخلاص والمتابعة
- طاعة الله ورسوله
- حسن الخلق في العلاقات المؤطرة للإنسان ( مع ربه ونفسه وغيره ومحيطه)
- التوبة النصوح
- الإصلاح في الأرض
ثمرات العلم والايمان بهما
- حب الله ودوام الصلة به وحب رسوله صلى الله عليه وسلم والاقتداء به: حديث "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان"
- خشية الله تعالى وخشوع القلب الذي يورث التواضع والإحسان " انما يخشى الله من عباده العلماء"
- تحرير النفس من الهم والحزن : اذ يقتضي الايمان الإقرار بان لله الامر من قبل ومن بعد " والله غالب على امره"
- عدم التعلم لذاته وانما لتوجيه العمل وتصحيحه بما يتوافق وشرع الله
- الرفع من قوى المؤمن المعنوية وربطها بخالقها مصدر الخير والبر والكمال ، ومن خلال الشعور بالتكريم والعزة ورفعة التكليف. " وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون"
- التمتع بصحة نفسية وحياة طيبة تسلم امورها لله في السراء والضراء " من عمل صالحا.."، " امر المومن كله خير"
- الدعوة الى الله على بصيرة وهدى منه سبحانه في الدنيا والوعد بالجنة لمن سلك طريق العلم " من سلك طريقا يلتمس فيه علما "
- تسلية المومن عما يفوته من الدنيا بما يرجوه من نعيم الاخرةوتوابها - شكر الله على نعمه الظاهرة والباطنة واستعمالهاا فيما يرضيه
0 Commentaires