مفهوم الاستفهام
الاستفهام: وهو السّؤال والاستفسار عن شيء لا يعلمه السائل،
ويكون ذلك باستخدم أدوات الاستفهام التي سنشرحها حسب قواعد اللغة العربية،
فهناك أدوات استفهام يجب أن تُسخدم في مكانها الصحيح، ولتحقيق ذلك لا بدّ
من التعرّف عليها ومعرفة معانيها ومتى تُستخدم، وتسمى الجملة التي تحتوي
على أدوات استفهام وتنتهي بعلامة سؤال الجملة الاستفهامية.
الاستفهام الحقيقي
هو طلب العلم بشيء لم يكن معلوماً من قبل، أي إن المتكلم يطلب
من المخاطب أن يحصل لديه فهم دقيق عن أمر لم يكن حاصلاً قبل سؤاله عنه.
وتقسم أدوات الاستفهام إلى قسمين حسب الإعراب، فهناك حروف الاستفهام وهما
حرفا الهمزة وهل، وأسماء الاستفهام مثل: مَن، وما، ومتى، وإيَّان، وأين،
وكيف، وكم، وأنَّي، وأي، وماذا، ولماذا.
حروف الاستفهام
الهمزة
وهي إما للتصديق كقول عدي بن زيد: أيها الشامتُ المعيِّرُ بالدهر أأنتَ المُبَرَّأ الموفورُ؟!
أو للتصور، ويقصد به تعيين المفرد كقول محمد الدواس : أنجدا قتلت أم أسرت وهادا فحسب الزبا أن أنجبتك عنادا
أو للتصور، ويقصد به تعيين المفرد كقول محمد الدواس : أنجدا قتلت أم أسرت وهادا فحسب الزبا أن أنجبتك عنادا
وتتصدر الهمزة جملتها وتكون للتصديق أو للتصور، بينما (هل) للتصديق فقط؛ وبقية أدوات الاستفهام للتصور فقط.
والتصديق طلب السؤال عن شيء حدث وقوعه أم لا؛ وتكون الإجابة
عليه بكلمة (نعم) للإثبات، و(لا) للنفي؛ كقولنا: (أنجح زيد؟). فالتصديق
إدراك نسبة الفعل بدقة، لأن المتكلم مُتَردّد بين إثبات الشيء ونفيه. ولهذا
يطلب تحديد أحد الوجهين، ومن ثم يمتنع ذِكْر المعادل بـ(أم).
هل
وهو حرف وضع لطلب التصديق دون التصور، كما تختص بالاستقبال
غالباً، وإنْ دخلت على الماضي كما في قول زهير: فمَن مبلغُ الأَحْلافَ عنّي
رسالةً وذُبْيانَ: هل أقسمتُمُ كل مُقْسَمِ؟
أسماء الاستفهام
أمّا أسماء الاستفهام فهي النوع الثاني من أنواع أدوات
الاستفهام، والجواب على الأسئلة التي سئلت بهذا النوع من الأدوات فيكون
بالتعيين، وتتضمن أسماء الاستفهام على كل مما يلي:
- مَن: للاستفهام عن العاقل. مثال: من حضر اليوم؟ حضر اليوم أحمد.
- ما: للاستفهام عن غير العاقل. مثال: ما الذي أخَّرك؟ أخَّرني الازدحام.
- أين: للاستفهام عن المكان. مثال: أين تريد أن تذهب؟ أريد أن أذهب إلى السينما.
- متى: للاستفهام عن الزمن غير المحدد. مثال: متى سافرت؟ قبل يومين.
- أيان: للاستفهام عن الزمن في المستقبل. مثال: أيان اللقاء؟ غداً صباحاً.
- كيف: لتعيين حال. مثال: كيف كان الفيلم؟ كان جميلاً.
- كم: للاستفهام عن الكمية. مثال: كم بلغ عدد الحضور؟ بلغ عدد الحضور خمسين شخصاً.
- أنَّى: للاستفهام عن المكان، وعن الزمان، وقد تفيد الحال (إن كانت بمعنى كيف). مثال: أنَّى يذهب أحمد؟ يذهب أحمد إلى الحديقة. أنَّى يبدأ المهرجان؟ في الخامس من الشهر الحالي. أنَّى يتقرب الإنسان من الله؟ بالعبادة والأخلاق.
- أيُّ: للاستفهام عما يضاف إليه. مثال: أي الفريقين انتصر؟ انتصر الفريق الأخير.
الاستفهام المجازي
أدوات الاستفهام لا تتوقف عند المعاني الأصلية للاستفهام
الحقيقي المتطلب إجابة محددة. ولكنها قد تربط الاستفهام بتصور ما للمتكلم
دون أن يستفسر عن شيء؛ وبهذا يخرج إلى معنى مجازي لا يطابق في دلالته
الضمنية الدلالة الصريحة فيصبح بمعنى الخبر، لا بمعنى الإنشاء.
بعض أساليب الاستفهام المجازية:
- التقرير، كقوله تعالى (أْلم يجدك يتيماً فأوى)
- الإخبار والتحقيق، كقوله تعالى: (ألا إنهم هُم المفسدون ولكن لا يشعرون)
- التسوية، كما في قوله تعالى: (سواء عليهم أَأَنْذَرْتَهم أم لم تُنذرهم لا يُؤمنون)
- العَرْضُ والحضّ، كقوله تعالى: (ألا تحبون أن يغفر الله لكم)
- الإسترشاد وطلب التوجيه، كما في قوله تعالى: (قالوا: أتجعل فيها مَنْ يُفْسِد فيها ويَسْفِك الدماء)
- الإيناس والإفهام، كقوله تعالى: (ما تلك بيمينك يا موسى)
- التشويق، كقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا: هل أَدُلَّكُم على تجارةٍ تُنْجيكم من عَذابٍ أَليم)
- الأمر، كقوله تعالى: (أَأَسلمتم؟)
- النفي، كقوله تعالى: (من ذا الَّذي يَشْفعُ عنده إِلا بإذنه)
- التمني، كقوله تعالى: (فهَل لنا من شُفَعاءَ فيشفعوا لنا)
- النهي، كقوله تعالى: (أَتَخْشَونهم؟ فالله أَحَقُّ أَنْ تخشَوه إن كنتم مؤمنين)
- التعظيم والتفخيم، كقول العَرْجِي مفتخراً بنفسه: أَضَاعوني وأَيَّ فتىً أضَاعوا ليومِ كريهةٍ وسَدادِ ثَغْرِ؟
- الاستبطاء، كقوله تعالى: (مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )
- الإنكارُ، كقوله تعالى: ( أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ)
- الاستبعادُ، كقوله تعالى: (أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ )
- التحقير، كقوله تعالى: (أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آَلِهَتَكُمْ)
- التعجّبُ، كقوله تعالى: (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ )
- التهكّمُ، كقوله تعالى: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ)
- التحسّرُ، كقوله تعالى: (وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ )
- الوعيدُ، كقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ)
0 Commentaires