تمهيد
ساهمت التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية
الناتجة عن الثورة الصناعية بأوربا في تطور النظام الرأسمالية، واشتد
التنافس الاستعماري بين الدول الأوربية المصنعة مما أدى إلى قيام الحرب
العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، وبعد 1945م انقسم العالم إلى
معسكر غربي رأسمالي، ومعسكر شرقي اشتراكي، انتهى هذا الصراع بانهيار
الاتحاد السوفياتي وقيام نظام عالمي جديد، ومن خلال هذه التحولات نستكشف
الإطار الزمني والمكاني لبرنامج مادة التاريخ.
الإطار الزمني لبرنامج مادة التاريخ
يشمل البرنامج الفترة التاريخية خلال القرنين 19م و 20م، والتي تميزت بعدة أحداث مترابطة فيما بينها
عرفت الأنظمة الرأسمالية تطورات مهمة بعد ظهور الآلة البخارية
التي أدت إلى تطور الصناعة ووسائل المواصلات، وكذا ازدهار المبادلات
التجارية وتطور الأبناك مع ازدياد الحاجة للمواد الأولية والأسواق
الاستهلاكية، فاشتد التنافس بين الدول الرأسمالية، مما أدى إلى ظهور الحركة
الامبريالية، وقد نتج عن التنافس الامبريالي تصاعد التحالفات والتسابق نحو
التسلح واستعمار عدة بلدان، مما أدى إلى قيام الحربين العالميتين اللتين
انتهيتا بتقسيم العالم إلى معسكرين متصارعين رأسمالي غربي واشتراكي شرقي،
هذا الأخير انهار بعد سقوط جدار برلين وزوال الاتحاد السوفياتي، فظهر قطب
سياسي واحد بعد أن كانت الدول المُستعمرة قد حصلت على استقلالها.
الإطار الجغرافي للبرنامج
شهد التراب الأوربي معظم التحولات التي عرفها العالم
الرأسمالي خلال القرنين 19م و 20م، فبأوربا ظهرت الثورة الصناعية ومنها
انطلقت شرارة الحرب العالمية الأولى والثانية نظرا لارتباطها بأوربا، فقد
تطور النظام الرأسمالي بالولايات المتحدة الأمريكية خلال القرن 19م التي
تحولت إلى قطب رأسمالي عالمي وساهمت في انتصار الحلفاء خلال الحربين
العالميتين، وفي دعم الاقتصاد الأوربي، أما اليابان فقد نهجت سياسة تحديثية
ثم سعت إلى التوسع على حساب جيرانها، فتطورت اقتصاديا لكنها انهزمت عسكريا
خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أنها أصبحت بعد ذلك نموذجا للنجاح
الرأسمالي في شرق آسيا.
إشكالية برنامج التاريخ وأسئلتها الفرعية
إشكالية البرنامج
شكلت التحولات العميقة التي عرفتها دول العالم الرأسمالي خلال
القرن 19م في إطار الثورة الصناعية عاملا رئيسيا في تغيير بنيات التجمعات
الأوربية، وبالتالي في خلخلة التوازنات القائمة داخل العالم الرأسمالي،
واشتد التنافس بين الدول الرأسمالية مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية
الأولى خلال بداية القرن 20م، والذي عرف عدة تغيرات سياسية واقتصادية
وتقنية واجتماعية، بالمقابل تعرض المغرب لضغوط استعمارية أفضت فرض معاهدة
الحماية سنة 1912م فخضع للاحتلال الفرنسي والإسباني، ومن هنا نرى أن هذه
التحولات تطبعها الشمولية (اقتصادية، سياسية، اجتماعية، فكرية)، والتعددية
الجغرافية (دولية، إقليمية، وطنية)، أي ارتباط ما هو داخلي بما هو خارجي.
الأسئلة الفرعية لإشكالية البرنامج
- ما هي مظاهر التحول التي عرفها العالم الرأسمالي خلال القرن 19م؟
- رد هو ما فعل الشرق العربي والمغرب إزاء هذا التحول؟
- ما هي مظاهر التحول في العالم الرأسمالي خلال القرن 20م؟
خاتمة
تعتبر فترة القرنين 19م و 20م غنية بالتحولات الكبرى التي أثرت في العالم المعاصر، ولا زالت تنعكس على حياة الساكنة العالمية.
0 Commentaires