الوضعية المشكلة
آذى إخوة يوسف عليه السلام ومكروا به وأبعدوه عن أبيه وأرضه.
- فكيف سيقابل يوسف عليه السلام تلك الإساءة؟
بين يدي الآيات
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
﴿قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن
قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ
أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ قَالُواْ
يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ
أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ فَإِن قَالَ
مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ
إِنَّا إِذًا لَّظَالِمُونَ فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ
نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ
أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ
فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ
يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ارْجِعُواْ إِلَى
أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا
إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ وَاسْأَلِ
الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا
وَإِنَّا لَصَادِقُونَ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا
فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ
هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى
عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ
قَالُواْ تَاللَّه تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ
تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي
إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ يَا بَنِيَّ
اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن
رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ
الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا
أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ
مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ
يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم
بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ قَالُواْ قَالُواْ
أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ
اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ
يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ
اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ قَالَ لاَ تَثْرِيبَ
عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ
الرَّاحِمِينَ اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ
أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ﴾.
[سورة يوسف، من الآية: 77 إلى الآية: 93]
|
نشاط الفهم وشرح المفردات
شرح المفردات والعبارات
- فأسرها يوسف في نفسه: أضمرها في نفسه ولم يظهرها لهم.
- متاعنا: صواع الملك، وهو إناء من فضة أو ذهب يكال به الطعام.
- عنده: تحرز من نسب السرقة لأخ يوسف عليه السلام.
- فلما استيأسوا: أي يئسوا منه ورأوا شدته في الأمر.
- خلصوا نجيا: خلا بعضهم ببعض، أي انفردوا عن الناس يتناجون فيما بينهم.
- فلن أبرح الأرض: لا أخرج من أرض مصر.
- أو يحكم الله لي: يقضي.
- واسأل القرية: اسأل أهل القرية.
- العير: القافلة.
- سولت: زينت.
- تولى عنهم: أعرض عنهم وسكت.
- يا أسفي: يا حسرتي.
- كظيم: يردد حزنه في جوفه ولا يتكلم بسوء.
- تفتأ تذكر يوسف: لا تفارق ذكره.
- حرضا: ضعيف الجسم والعقل.
- بثي: البث هو شدة الحزن.
- وأعلم من الله ما لا تعلمون: علمه عليه السلام بصدق رؤيا يوسف عليه السلام وبتحققها.
- تحسسوا من يوسف وأخيه: التمسوا أخبارهما.
- روح الله: فرجه ورحمته وإحسانه.
- مسنا وأهلنا الضر: شدة القحط والجذب والجوع.
- بضاعة مجزاة: غير نافقة لا تبلغ ما كان يشترى به منك.
- إذ أنتم جاهلون: بما اقترفتم من معاصي بكيدكم لأخيكم فالعاصي جاهل.
- لا تثريب عليكم: لا تأنيب لكم ،أي لكم الصفح والعفو.
المعاني الجزئية للشطر القرآني
المقطع الأول: الآية 77
تنصل الإخوة من أخيهم واتهامهم يوسف عليه السلام بالسرقة في
صغره تبرئة لأنفسهم وإخفاء لشرهم، فلم يقابلهم يوسف عليهم السلام بما
يكرهون وكظم غضبه.
المقطع الثاني: الآيتان 78 – 79
محاولة الإخوة إقناع يوسف عليه السلام بتسليمهم أخاهم.
المقطع الثالث: الآيات 80 – 82
تشاور الإخوة في أمرهم واتفاقهم على ما يدفعون به عند يعقوب عليه السلام.
المقطع الرابع: الآيات 83 – 87
صبر يعقوب عليه السلام وكظمه لغضبه ثقة بربه بتحقق رؤيا يوسف عليه السلام، وتوجيهه لأبنائه.
المقطع الخامس: الآيات 88 – 91
تعرف الإخوة على يوسف عليه السلام واعترافهم بفضله ومكانته وبذنبهم.
المقطع السادس: الآيتان 92 – 93
تجاوز يوسف عليه السلام عن إخوته وإرسال قميصه لأبيه.
الدروس والعبر المستفادة من الآيات
- الاستعانة على قضاء الحوائج بالسر والكتمان أصل من أصول الأخلاق الشرعية.
- التقيد بأحكام العدل.
- اللجوء لله تعالى وحده في بث الشكوى قاعدة عقدية جليلة.
- اجتناب اليأس من رحمة الله تعالى لأنه صفة الكافرين.
- كظم الغضب من الحكمة.
- العفو عند المقدرة من خصال الكرام.
- أهمية التشاور قبل اتخاذ القرارات.
- جواز اعتماد الحيلة لنصرة الحق.
0 Commentaires